top of page

    الشاي.. أكثر من مجرد مشروب!

    • صورة الكاتب: البوصلة
      البوصلة
    • 22 مايو
    • 2 دقائق قراءة

    في كل رَشفة شاي قصة، وفي كل كوب حكاية تعبر الزمان والمكان، لتصل إلينا اليوم ونحن نحتفل باليوم العالمي للشاي، الذي يصادف الحادي والعشرين من مايو من كل عام. يومٌ خصصته الأمم المتحدة للاعتراف بدور هذا المشروب الاستثنائي في الثقافة، والاقتصاد، والتنمية المستدامة، ولتسليط الضوء على أهميته في حياة الشعوب، لا سيما تلك التي ارتبطت به لقرون طويلة.



    الشاي ليس مجرد مشروب دافئ نتناوله في الصباح أو المساء، بل هو رمز من رموز الضيافة، ووسيلة للتأمل، وجسرٌ للتواصل بين الثقافات. منذ أن اكتشفه الصينيون قبل أكثر من خمسة آلاف عام، انطلق الشاي في رحلة طويلة، جاب خلالها القارات، وتأصل في تقاليد شعوب متعددة من الشرق إلى الغرب. وفي حين تختلف طرق تحضيره من بلد إلى آخر، إلا أن حضوره يظل ثابتًا في القلوب والمجالس.


    اقتصاديًا، يلعب الشاي دورًا محوريًا في معيشة ملايين الأسر حول العالم، خصوصًا في الدول المنتجة مثل الصين، والهند، وسريلانكا، وكينيا. فصناعة الشاي توفر فرص عمل لملايين المزارعين، ومعظهم من النساء، وتسهم في دعم الاقتصادات المحلية وتحقيق الأمن الغذائي. كما أن التجارة العالمية في الشاي تقدر بمليارات الدولارات سنويًا، ما يجعل منه سلعة استراتيجية تعني الكثير للدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.


    وللشاي كذلك فوائد صحية جمّة. فهو يحتوي على مضادات أكسدة تقي من أمراض القلب، وتُعزّز وظائف الدماغ، وتُساعد في تقوية المناعة. تختلف هذه الفوائد باختلاف نوع الشاي، من الأخضر إلى الأسود، مرورًا بالأولونغ والأعشاب المنقوعة، التي أصبح لها جمهور عريض في العصر الحديث بفضل وعي الناس المتزايد بالصحة.


    أما ثقافيًا، فالشاي كان وما يزال جزءًا من الطقوس الاجتماعية. ففي اليابان، تقام مراسم “تشانويو” التي تُعد فلسفة حياة لا مجرد جلسة شرب. وفي بريطانيا، يمثل “شاي العصر” رمزًا للأناقة. أما في العالم العربي، فيُقدَّم الشاي في المجالس والضيافات، ويُعَد جزءًا من كرم الضيافة واللقاءات العائلية.


    في البحرين ودول الخليج، يتداخل الشاي مع التراث الشعبي، حيث يُضاف إليه أحيانًا الهيل، الزعفران، أو النعناع، ويُقدّم في مناسبات الأفراح والأعياد، ليضفي لمسة من الدفء والحميمية.


    وفي هذا اليوم العالمي، لا نحتفل بالشاي كمشروب فحسب، بل نحتفل بما يمثله من قيم المشاركة، والحوار، والانسجام مع الطبيعة. إنه دعوة للتأمل، ولإبطاء إيقاع الحياة السريع، وللجلوس مع النفس أو مع الأحبة على فنجان شاي، حيث لا شيء يُضاهي متعة الحديث على نار هادئة ورشفة دافئة.


    فلنرفع أكوابنا اليوم، ونحتفي بالشاي.. هذا الصديق الصامت الذي رافقنا في لحظات الصفاء، وفي أحلك الأوقات، وكان دومًا، أكثر من مجرد مشروب

    Commentaires

    Noté 0 étoile sur 5.
    Pas encore de note

    Ajouter une note

    اشترك معنا في النشرة

    شكراً لاشتراكك معنا

    © 2024 by حياتي Hayaty.

      bottom of page