top of page

    جاكلين دو بريس: عازفة التشيللو الأسترالية البارعة

    • صورة الكاتب: البوصلة
      البوصلة
    • 16 يوليو 2024
    • 2 دقائق قراءة

    تاريخ التحديث: 16 يوليو 2024


    جاكلين دو بريس هي واحدة من أبرز العازفات على آلة التشيللو في القرن العشرين، حيث قدمت إسهامات كبيرة في عالم الموسيقى الكلاسيكية. وُلدت جاكلين في 26 يناير 1945 في أكسفورد، إنجلترا، لعائلة تتمتع بخلفية موسيقية غنية، حيث كانت والدتها مغنية ومُدرسة موسيقى. بدأت جاكلين تعلم العزف على التشيللو في سن الرابعة، وسرعان ما أظهرت موهبة استثنائية.


    في سن العاشرة، فازت جاكلين بأول مسابقة موسيقية لها، مما فتح أمامها الأبواب لدراسة التشيللو بجدية أكبر. درست تحت إشراف مجموعة من أفضل الموسيقيين والمعلمين في أوروبا، بما في ذلك ويليام بليس ولويجي كوديرا. بحلول سن السادسة عشرة، كانت قد بدأت تجوب العالم كعازفة تشيللو منفردة، مدهشة الجماهير والنقاد بمهارتها الفنية وعاطفتها العميقة.


    في عام 1965، قدمت دو بريس أداءً استثنائياً لكونشيرتو إدوارد إلجار في لندن، والذي يعد من أعظم عروض التشيللو على الإطلاق. هذا الأداء الرائع لفت انتباه العالم وأكد مكانتها كواحدة من أفضل عازفات التشيللو في العصر الحديث. تم تسجيل هذا الأداء وأصبح واحدًا من أكثر التسجيلات مبيعًا، مما زاد من شهرتها العالمية.


    تزوجت جاكلين من عازف البيانو الإسرائيلي الشهير دانييل بارنبويم في عام 1967. شكّل الزوجان ثنائيًا موسيقيًا مميزًا، وقدما العديد من الحفلات الموسيقية معًا في جميع أنحاء العالم. تعاونت دو بريس مع العديد من الفرق الموسيقية الكبرى، بما في ذلك أوركسترا لندن السمفونية، أوركسترا برلين الفيلهارمونية، وأوركسترا نيويورك الفيلهارمونية.


    رغم النجاح الكبير الذي حققته في حياتها المهنية، إلا أن مسيرة جاكلين دو بريس الموسيقية توقفت بشكل مفاجئ في أوائل السبعينيات. تم تشخيصها بمرض التصلب المتعدد في عام 1973، وهو مرض تنكسي يصيب الجهاز العصبي. بمرور الوقت، تسبب المرض في تدهور قدراتها الحركية، مما أجبرها على التوقف عن العزف. على الرغم من ذلك، لم تستسلم دو بريس للمرض واستمرت في المشاركة في الحياة الموسيقية من خلال التدريس وإلقاء المحاضرات حتى وفاتها في 19 أكتوبر 1987.


    كانت تأثيرات دو بريس على عالم الموسيقى الكلاسيكية كبيرة وعميقة. تعتبر تسجيلاتها لأعمال إلجار، ديبوسي، ودفوراك مرجعية لعازفي التشيللو حول العالم. حتى بعد مرور عقود على وفاتها، لا تزال هذه التسجيلات تُدرس وتُسمع بشكل واسع. تأثيرها الكبير دفع العديد من الموسيقيين الجدد إلى دراسة التشيللو، مما أسهم في بقاء إرثها الموسيقي حيًا.


    وفقًا لإحصائيات صناعة الموسيقى، تستمر تسجيلات جاكلين دو بريس في تحقيق مبيعات عالية. في عام 2022، بيعت أكثر من 100 ألف نسخة من تسجيلاتها في جميع أنحاء العالم، مما يعكس الديمومة الكبيرة لجاذبية موسيقاها.


    تعتبر قصة جاكلين دو بريس مثالاً رائعًا على الشجاعة والعزيمة في مواجهة التحديات. رغم مرضها، لم تتوقف عن إلهام محبي الموسيقى وعازفي التشيللو. إرثها الموسيقي والإنساني يستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من الموسيقيين.


    في الختام، تُعد جاكلين دو بريس واحدة من أبرز الشخصيات الموسيقية في القرن العشرين. من خلال مهارتها الفائقة وشغفها العميق بالموسيقى، استطاعت أن تترك إرثًا لا يُنسى في عالم الموسيقى الكلاسيكية. تظل تسجيلاتها وعروضها مرجعًا لعازفي التشيللو ومحبي الموسيقى، مما يضمن أن يستمر تأثيرها الإيجابي لسنوات عديدة قادمة.


    المراجع:

    1. سيرتها الذاتية وأعمالها الموسيقية

    2. تسجيلات جاكلين دو بريس

    3. إحصائيات صناعة الموسيقى 2022

    4. مقابلات وندوات مع جاكلين دو بريس

    5. تقارير عن تأثير دو بريس على الموسيقى الكلاسيكية

    Comments

    Rated 0 out of 5 stars.
    No ratings yet

    Add a rating

    اشترك معنا في النشرة

    شكراً لاشتراكك معنا

    © 2024 by حياتي Hayaty.

      bottom of page