جاكلين كينيدي : السيدة الأولى
- البوصلة
- 26 يوليو 2024
- 2 دقائق قراءة
جاكلين كينيدي، السيدة الأولى الأمريكية السابقة، تُعتبر واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في التاريخ الأمريكي. وُلِدت جاكلين لي بوفير في 28 يوليو 1929 في ساوثامبتون، نيويورك. عُرفت منذ صغرها بذكائها وجمالها وثقافتها الرفيعة. تلقت تعليمها في مدارس خاصة مرموقة، وتخرجت من جامعة جورج واشنطن بدرجة في الأدب الفرنسي.

في عام 1953، تزوجت جاكلين من جون فيتزجيرالد كينيدي، الذي كان حينها سيناتورًا شابًا من ماساتشوستس. بزواجها منه، بدأت جاكلين كينيدي رحلتها في عالم السياسة الأمريكية، وسرعان ما أصبحت شخصية عامة محبوبة بفضل أناقتها وسحرها وثقافتها.
أصبحت جاكلين السيدة الأولى في 20 يناير 1961، عندما تولى جون كينيدي رئاسة الولايات المتحدة. خلال فترة ولايتها التي استمرت حتى اغتيال زوجها في 22 نوفمبر 1963، نجحت جاكلين في تحويل البيت الأبيض إلى مركز ثقافي يزخر بالفنون والتاريخ. قامت بمبادرات لترميم البيت الأبيض وإعادة تأثيثه بالأثاث التاريخي، وأطلقت جولات تلفزيونية للتعريف بتاريخ المبنى، مما ساعد في تعزيز فهم الأمريكيين لتاريخهم الثقافي.
جاكلين كانت أيضًا معروفة بتشجيعها للفنون والأدب. استضافت فنانين وموسيقيين وكتّاب في البيت الأبيض، وأسست مكتبة جاكلين كينيدي للأدب للأطفال. كانت لديها رؤية لتثقيف الجمهور الأمريكي من خلال تعزيز الفن والثقافة، وأشرفت على نشر كتب وأعمال فنية في البيت الأبيض.
أدى أسلوب جاكلين في الأزياء إلى تعريف ما يعرف الآن بـ "أسلوب جاكي"، الذي تميز بالبساطة والأناقة. أصبحت رمزًا للأناقة في الولايات المتحدة وحول العالم، وأثرت على الموضة بشكل كبير. وفقًا لدراسة أجرتها مجلة "فوغ"، زادت مبيعات الملابس والإكسسوارات المستوحاة من أسلوب جاكلين كينيدي بنسبة 20% خلال فترة وجودها في البيت الأبيض.
بعد اغتيال زوجها، انتقلت جاكلين مع أطفالها إلى مدينة نيويورك، حيث حاولت الحفاظ على خصوصيتهم. في عام 1968، تزوجت من أرسطو أوناسيس، المليونير اليوناني، مما أثار جدلاً واسعًا في وسائل الإعلام. على الرغم من ذلك، واصلت جاكلين التأثير في الحياة الثقافية والاجتماعية.
في السبعينيات والثمانينيات، عملت جاكلين كمحررة كتب في دار النشر "فايكنغ" و"دابلداي"، حيث ساهمت في نشر العديد من الكتب المهمة. خلال هذه الفترة، واصلت دعمها للفنون والثقافة، وكانت شخصية محورية في المشهد الأدبي والفني في نيويورك.
توفيت جاكلين كينيدي في 19 مايو 1994 بعد صراع مع سرطان الغدد الليمفاوية. تركت وراءها إرثًا غنيًا من العمل الثقافي والخيري، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على الموضة والفن في الولايات المتحدة. حتى بعد وفاتها، ما زالت تُعتبر رمزًا للأناقة والثقافة، وتبقى قصتها مصدر إلهام للكثيرين.
جاكلين كينيدي لم تكن مجرد زوجة لرئيس الولايات المتحدة، بل كانت شخصية ثقافية مؤثرة أسهمت في تعزيز الفنون والتاريخ في البلاد. بإرثها، تركت علامة لا تُمحى في التاريخ الأمريكي، واستمرت في التأثير على الأجيال القادمة بفضل رؤيتها وثقافتها الرفيعة.
المراجع:
- The John F. Kennedy Presidential Library and Museum
- Vogue Magazine Archives
- Smithsonian Institution - Jacqueline Kennedy's Contributions to American Culture
- The New York Times - Obituary of Jacqueline Kennedy Onassis
Comments