top of page

    جمال عبدالناصر

    • صورة الكاتب: البوصلة
      البوصلة
    • 6 أغسطس 2024
    • 2 دقائق قراءة


    جمال عبد الناصر، أحد أهم الشخصيات السياسية في تاريخ مصر الحديث والعالم العربي، وُلد في 15 يناير 1918 في مدينة الإسكندرية. تخرج من الأكاديمية العسكرية في القاهرة عام 1938، وبدأ حياته العسكرية في الجيش المصري. لعب دورًا بارزًا في ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملك فاروق وأعلنت مصر جمهورية، حيث كان ناصر من بين الضباط الأحرار الذين قادوا الثورة.


    بصفته رئيسًا لمصر، تولى جمال عبد الناصر السلطة في عام 1954، وسرعان ما أصبح شخصية محورية في السياسة العربية والعالمية. تميزت فترة حكمه بالعديد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، والتي شملت الإصلاح الزراعي وتأميم قناة السويس، والذي كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ مصر والمنطقة.


    كان تأميم قناة السويس في عام 1956 واحدًا من أبرز إنجازات عبد الناصر، حيث أسفر عن مواجهات مع بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في ما يعرف بأزمة السويس. رغم الخسائر العسكرية، خرج ناصر من الأزمة كبطل قومي في نظر الكثير من العرب، حيث أظهر قدرة على مقاومة القوى الاستعمارية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي لمصر.


    تبنى عبد الناصر فكرة القومية العربية وسعى لتوحيد الدول العربية تحت راية واحدة. في هذا السياق، كانت الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 وتأسيس الجمهورية العربية المتحدة إحدى المحاولات الطموحة لتحقيق هذا الهدف. رغم أن الاتحاد لم يدم طويلاً وانتهى في عام 1961، إلا أن الفكرة ظلت حية وملهمة للكثيرين في العالم العربي.


    على الصعيد الداخلي، نفذ عبد الناصر سلسلة من الإصلاحات التي هدفت إلى تحسين حياة المواطنين المصريين. شملت هذه الإصلاحات توزيع الأراضي على الفلاحين، وتوسيع نظام التعليم، وتحسين الرعاية الصحية. كما دعم ناصر التصنيع الثقيل وبناء السد العالي في أسوان، الذي كان له دور كبير في تعزيز الاقتصاد المصري وتوفير الكهرباء.


    رغم الإنجازات العديدة، واجه ناصر تحديات وصعوبات، أبرزها هزيمة 1967 في حرب الأيام الستة مع إسرائيل، والتي أدت إلى احتلال سيناء. قدم عبد الناصر استقالته بعد الهزيمة، لكن الجماهير المصرية خرجت إلى الشوارع مطالبة بعودته، فاستجاب واستمر في قيادة البلاد.


    توفي جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، تاركًا وراءه إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. بالنسبة للكثيرين، كان ناصر رمزًا للمقاومة ضد الاستعمار والهيمنة الأجنبية، وبطلًا للعدالة الاجتماعية والوحدة العربية. كما أن فترة حكمه شهدت تحولات جذرية في مصر والمنطقة العربية، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع.


    في النهاية، يبقى جمال عبد الناصر شخصية تاريخية عظيمة، حيث لعب دورًا حاسمًا في تشكيل ملامح مصر الحديثة والعالم العربي. إن إنجازاته وتحدياته تظل موضوعًا للدراسة والنقاش، مما يعكس تأثيره العميق والمستمر على المنطقة.



    المراجع:

    1. محمد حسنين هيكل، "عبد الناصر والعالم"، القاهرة: دار الشروق.

    2. أنور عبد الملك، "عبد الناصر: قصة زعيم"، بيروت: دار النهار للنشر.

    3. سامي الجندي، "تجربة الوحدة: مصر وسوريا"، بيروت: دار الطليعة.

    4. عبد الله السناوي، "عبد الناصر: رؤية نقدية"، القاهرة: دار الثقافة الجديدة.

    Comments

    Rated 0 out of 5 stars.
    No ratings yet

    Add a rating

    اشترك معنا في النشرة

    شكراً لاشتراكك معنا

    © 2024 by حياتي Hayaty.

      bottom of page