top of page

    وانغاري ماثاي: الناشطة البيئية الكينية

    • صورة الكاتب: البوصلة
      البوصلة
    • 17 يوليو 2024
    • 2 دقائق قراءة

    تاريخ التحديث: 17 يوليو 2024


    وانغاري ماثاي هي إحدى الشخصيات البارزة في مجال حماية البيئة وحقوق المرأة في أفريقيا والعالم. وُلدت في الأول من أبريل عام 1940 في قرية إيهثي في كينيا، وكانت من أوائل النساء الكينيات اللواتي حصلن على درجة البكالوريوس، حيث درست علم الأحياء في الولايات المتحدة، ثم حصلت على درجة الماجستير في ألمانيا. في عام 1971، أصبحت أول امرأة في شرق ووسط أفريقيا تحصل على درجة الدكتوراه.



    أسست ماثاي في عام 1977 حركة الحزام الأخضر، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى مكافحة إزالة الغابات والتدهور البيئي في كينيا من خلال زراعة الأشجار. كان لهذه المبادرة أثر كبير على البيئة والمجتمع الكيني، حيث ساهمت في زراعة أكثر من 30 مليون شجرة في كينيا وحدها بحلول عام 2004. لم تقتصر أهداف حركة الحزام الأخضر على زراعة الأشجار فقط، بل شملت أيضًا تحسين الظروف المعيشية للنساء في المناطق الريفية من خلال توفير فرص عمل لهن في زراعة الأشجار ورعايتها.


    تعتبر ماثاي من الشخصيات الرائدة في مجال البيئة وحقوق الإنسان. في عام 2004، حصلت على جائزة نوبل للسلام، لتصبح أول امرأة أفريقية تحصل على هذه الجائزة. أثنت لجنة نوبل على جهودها في تعزيز التنمية المستدامة، والديمقراطية، والسلام. وقد أشار تقرير اللجنة إلى أن ماثاي كانت مصدر إلهام للعديد من النساء في أفريقيا والعالم، وأن مبادرتها لمكافحة إزالة الغابات كانت مثالاً على كيفية تحسين الظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات الفقيرة.


    إلى جانب نشاطها البيئي، كانت ماثاي ناشطة سياسية بارزة في كينيا. في عام 2002، انتخبت كعضو في البرلمان الكيني، وعُينت مساعدة لوزير البيئة والموارد الطبيعية. خلال فترة خدمتها، استمرت في الدفاع عن حقوق البيئة وحقوق المرأة، وساهمت في سن قوانين وتشريعات تهدف إلى حماية الموارد الطبيعية في كينيا.


    كانت ماثاي تؤمن بأن الحفاظ على البيئة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتحقيق العدالة الاجتماعية. كانت تدعو دائمًا إلى إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على البيئة، وإلى تمكين النساء من خلال التعليم والتدريب وتوفير فرص العمل. كانت تعتقد أن تمكين المرأة هو أحد أهم العوامل لتحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا.


    بحسب الإحصائيات، ساهمت حركة الحزام الأخضر في تحسين حياة الملايين من الناس في كينيا. أظهرت دراسة أجرتها المنظمة في عام 2010 أن معدل الفقر في المناطق التي تعمل فيها الحركة قد انخفض بشكل ملحوظ، وأن النساء المشاركات في برامج الحركة تمكن من تحسين دخلهن ومستوى معيشتهن. كما أظهرت الدراسة أن المبادرة ساهمت في زيادة الوعي البيئي في كينيا، حيث أصبحت قضية حماية البيئة تحتل مكانة بارزة في السياسات الحكومية.


    توفيت وانغاري ماثاي في 25 سبتمبر 2011، لكنها تركت وراءها إرثًا كبيرًا في مجال حماية البيئة وحقوق الإنسان. تُعتبر ماثاي رمزًا للنضال من أجل العدالة البيئية والاجتماعية، ومثالًا يحتذى به في العمل التطوعي والنشاط المجتمعي. إن إنجازاتها وما حققته من تغيير إيجابي في كينيا والعالم يظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.


    في الختام، تُعد وانغاري ماثاي واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في القرن العشرين. من خلال شجاعتها وعزيمتها، استطاعت أن تحول رؤيتها إلى واقع ملموس، وساهمت في تحسين البيئة وحياة الملايين من الناس. إن إرثها يستمر في التأثير على العديد من المبادرات البيئية والحقوقية حول العالم.


    المراجع:

    1. تقارير حركة الحزام الأخضر

    2. تقرير لجنة نوبل 2004

    3. دراسة حركة الحزام الأخضر 2010

    4. مقابلات وكتابات وانغاري ماثاي

    5. أرشيف البرلمان الكيني

    Comentarios

    Obtuvo 0 de 5 estrellas.
    Aún no hay calificaciones

    Agrega una calificación

    اشترك معنا في النشرة

    شكراً لاشتراكك معنا

    © 2024 by حياتي Hayaty.

      bottom of page